تلمس الرواية ما يحدث في مجتمع الدروس الدينية؛ التي تنطلق من فكرة التعليم والتوعية لتكون بؤرًا خطيرة على عقائد الناس وتوجهاتهم، وتكون بيئة خصبة للانحرافات السلوكية والاستغلال باسم الدين وتزييف حقائقه لتحقيق مكاسب دنيوية عبر التحالف مع أصحاب السلطة والنفوذ من جهة؛ واستخدام الضعفاء حتى يصبح الأتباع للشيخ كالشاة خلف الراعي... إن خطورة هذا الأمر يتعدى فكرة الانتماء والتبعية وذاك الإلغاء الممنهَج للعقل والفكر إلى خطورة الانفصال عن هذه المجموعات بعد تبين فسادها، فهي تلجأ إلى التهديد، ثم التشهير ونشر الفضائح الجنسية، وممارسة شتى الاعتداءات اللفظية والبدنية، وقد يصل الأمر إلى التصفية الجسدية... إن الرواية تُعَد إضافةً إلى مشروع تنويري هادف يخدم قيمة الإنسان في مشروع الدار، ونجد في تفاصيلها تقاطعات مع أعمال مثل إلحاد المتقين ورفات نبي في الحديث عن الاستخدام السيء للخطاب الديني، وعلينا التصدي إلى هذه الطواهر بالتوعية والتنوير، وكلٌّ في مجاله يصنع الإضافة والفعل الإيجابي. |